فتأمل قوله : كنّا فاعلين ، في هذين الموضعين المتضمنين للصنع العجيب الخارج عن العادة ، كيف تجده كالدليل على ما أخبر به ، وأنه لا يستعصي على الفاعل حقيقة ، أي : شأننا الفعل ، كما لا يخفى الجهر والإسرار بالقول على من شأنه العلم والخبرة ، ولا تصعب المغفرة على من شأنه أن يغفر الذنوب ، ولا الرزق على من شأنه أن يرزق العباد ، وقد وقع الزجاج على هذا المعنى بعينه ، فقال : وكنا فاعلين : قادرين على فعل ما نشاء.