وقال مجاهد : نعظمك ونكبرك ، انتهى.
وقال بعضهم : ننزهك عن السوء ، فلا ننسبه إليك ، واللام فيه على حدّها ، في قوله : (رَدِفَ لَكُمْ (٧٢)) [النمل] ، لأن المعنى تنزيه الله لا تنزيه نفوسهم ، لأجله قلت : ولهذا قرن هذا اللفظ بقولهم : نسبح بحمدك. فإنّ التسبيح تنزيه الله سبحانه عن كل سوء.
قال ميمون بن مهران : سبحان الله كلمة يعظّم بها الرب ، ويحاشى بها من السوء.
وقال ابن عباس : هي تنزيه لله من كل سوء. وأصل اللفظ من المباعدة ، من قولهم : سبحت في الأرض ، إذا تباعدت فيها. ومنه : كلّ في فلك يسبحون. فمن أثنى على الله ونزّهه عن السوء فقد سبحه. ويقال : سبح الله وسبح له وقدسه وقدس له.
وكذلك اسمه السلام ، فإنه الذي سلم من العيوب والنقائص ، ووصفه بالسلام أبلغ في ذلك من وصفه بالسالم ، ومن موجبات وصفه بذلك سلامة خلقه من ظلمه لهم ، فسلم سبحانه من إرادة الظلم والشر ومن التسمية به ومن فعله ومن نسبته إليه ، فهو السلام من صفات النقص وأفعال النقص وأسماء النقص ، المسلّم لخلقه من الظلم ، ولهذا وصف سبحانه ليلة القدر بأنها سلام ، والجنة بأنها دار السلام ، وتحية أهلها السلام ، وأثنى على أوليائه بالقول السلام. كل ذلك السالم من العيوب.
وكذلك الكبير من أسمائه والمتكبر. قال قتادة وغيره : هو الذي تكبّر عن السوء. وقال أيضا : الذي تكبر عن السيئات.
وقال مقاتل : المتعظّم عن كل سوء.