ونورا وحياة لقلبه ، بمنزلة الماء الذي يحيي به الأرض ، ونورا له بمنزلة الشمس التي تستنير بها الأرض والحياة. والنور جماع الخير كله ، قال تعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ (١٢٢)) [الأنعام] وقال تعالى : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا (٥٢)) [الشورى].
فأخبر أنه روح ، تحصل به الحياة ، ونور تحصل به الهداية ، فأتباعه لهم الحياة والهداية ، ومخالفوه لهم الموت والضلال. وقد ضرب سبحانه المثل لأوليائه وأعدائه بهذين الأصلين ، في أول سورة البقرة ، وفي وسط سورة النور ، وفي سورة الرعد ، وهما المثل المائي ، والمثل الناري. وقوله : وجلاء حزني ، وذهاب همي وغمي ، إن جلاء هذا يتضمن إزالة المؤذي الضار ، وذلك يتضمن تحصيل النافع السار ، فتضمن الحديث طلب أصول الخير كله ، ودفع الشر ، وبالله التوفيق.