القلوب حقيقة ، وأنه إن شاء يقيم القلب أقامه ، وإن شاء أن يزيغه أزاغه ، لا يقر بأن الله على كل شيء قدير ، ومن لا يقر بأنه استوى على عرشه بعد أن خلق السموات والأرض ، وأنه ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا ، يقول : من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ وأنه نزل إلى الشجرة فكلم موسى ، كلمه منها ، وأنه ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة حين تخلو من سكانها ، وأنه يجيء يوم القيامة فيفصل بين عباده وأنه يتجلى لهم يضحك ، وأنه يريهم نفسه المقدسة ، وأنه يضع رجله على النار ، فيضيق بها أهلها ، وينزوي بعضها إلى بعض ، إلى غير ذلك من شئونه وأفعاله التي من لم يقرّبها ، لم يقر بأنه على كل شيء قدير ؛ فيا لها كلمة من حبر الأمة وترجمان القرآن. وقد كان ابن عباس شديدا على القدرية ، وكذلك الصحابة ، كما سنذكر ذلك إن شاء الله تعالى.