الجاري علىٰ يُفْعَلُ من فعله ، نحو : مَضْرُوب ؛ لأنّ أصله مُفْعَل » (١) .
وقال ابن الحاجب في شرحه : « وخصَّ مضروباً ؛ لأنّ غيره من أسماء المفاعيل جارٍ علىٰ الفعل من غير تغيير ، وأمّا مضروب وبابه فليس جارياً علىٰ الفعل ، فقال : ( أصله : مُفْعَل ) إثباتاً لجريانه علىٰ الفعل ، وإنّما غُيِّر إلىٰ لفظ مفعول ؛ لأنّه لو بقي علىٰ ( مُفْعَل ) لم يعلم أهو اسم مفعول لـ : ( أفْعَلَ أو فَعَلَ ) (٢) ، فغيّروا مفعولَ فَعَلَ ليتبيّن » (٣) .
إلّا أنّه أورد عليه بقوله : « والكلام في الجاري مثله في ما تقدّم في اسم الفاعل » (٤) . .
ويفهم ممّا ذكره هناك : أنّه يشكل علىٰ هذا التعريف بأنّه : إن أراد بالجاري الواقع موقع ( يُفعَلُ ) باعتبار المعنىٰ ، وردَ عليه اسم المفعول إذا كان لِما مضىٰ ؛ فإنّه ليس واقعاً موقع ( يُفْعَلُ ) ، وإنّما هو واقع موقع ( فُعِلَ ) وهو اسم مفعول ، وإن أراد بالجاري علىٰ ( يُفْعَل ) أنّه علىٰ مثل حركاته وسكناته ، وردَ عليه أنّ ثمّة أشياء تجري علىٰ ( يُفعَل ) بهذا الاعتبار ، وليست باسم مفعول (٥) ، نحو : مُصْحَف ومُرْهف .
وعرّفه المطرزي ( ت ٦١٠ هـ ) بقوله : « اسم المفعول : كلّ اسم اشتقّ لذات مَن وَقَع عليه الفعل ، وهو يعمل عملَ ( يُفْعَلُ ) مِن فِعله ، نحو : زيدٌ
__________________
(١) المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : ٢٢٩ .
(٢) أي لنحو : أكْرَمَ وأغْلَقَ ، أو لنحو : ضَرَبَ ودَفَعَ .
(٣) الإيضاح في شرح المفصّل ، ابن الحاجب ، تحقيق إبراهيم محمّد عبد الله ١ / ٦١٨ .
(٤) الإيضاح في شرح المفصّل ١ / ٦١٨ .
(٥) قارن بما ذكره في ١ / ٦١٢ .