المؤمنين ، وأضاف قائلاً : وكذلك كان عليّ بن الحسين عليه السلام .
ولمّا كان ابن تيمية من القائلين بتعيّن الأفضل للإمامة ، لكنّه من النواصب المعاندين لأمير المؤمنين ، فقد اضطرّ لأن يقول في الجواب : « هذا لا يمكن إلّا علىٰ وجه يكره في الشريعة أو لا يمكن بحالٍ ، فلا يصلح ذكر مثل هذا في المناقب » (١) .
فإن كان الإشكال عدم رجحان هذا العمل ، فاندفاعه واضح جدّاً ؛ لاتّفاق الكلّ علىٰ أنّ الصلاة خير موضوع ، والإكثار منها سُنّة بلا خلاف .
وإن كان الإشكال عدم إمكانه ، فإنّ أدلّ دليل علىٰ إمكان الشيء وقوعه ؛ فأخبار صلاة أئمّتنا عليهم السلام ثابتة عند أصحابنا ، وقد أقرّ علماء العامّة بصلاة الإمام أبي عبد الله سيّد الشهداء عليه السلام (٢) . .
وبصلاة الإمام السجّاد عليه السلام كذلك ؛ فقد روىٰ الذهبي والمزّي وٱبن عساكر وٱبن حجر عن مالك بن أنس ، قال : « بلغني أنّه كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة إلىٰ أن مات . قال : وكان يسمّىٰ زين العابدين لعبادته » (٣) .
وروىٰ ابن عساكر بعدّة أسانيد عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام ، قال : « كان أبي عليّ بن الحسين يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فلمّا حضرته الوفاة بكىٰ . قال : فقلت : يا أبة ! ما يبكيك ؟ فوالله ما رأيت أحداً طلب الله طلبك ، ما أقول هذا إنّك أبي .
__________________
(١) منهاج السُنّة ٢ / ١٧٦ .
(٢) العقد الفريد ٤ / ٣٨٤ ، المختصر في أخبار البشر ١ / ١٩١ ، وغيرهما .
(٣) تذكرة الحفّاظ ١ / ٧٥ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٦٩ ، تهذيب الكمال ١٣ / ٢٤١ ، تاريخ دمشق ٤١ / ٣٧٨ .