[خروج طغتكين عن طاعة صلاح الدين]
أنبأنا ابن البزوريّ في «الذّيل» قال : وقدم الحاجّ بغداد ، وأخبروا أنّ سيف الإسلام طغتكين أخا صلاح الدّين خرج عن الطّاعة ، وترك مراضي الدّيوان واتّباعه ، واستولى على مكّة وأهلها ، وخطب لأخيه (١).
وأخبروا أنّ قفل الكعبة عسر عليهم فتحه ، وازدحم النّاس ، فمات منهم أربعة وثلاثون نفسا.
[مزاعم المنجّمين]
قال : وفي هذه السّنة كان المنجّمون يزعمون أنّ في تاسع جمادى الآخرة تجتمع الكواكب الخمسة في برج الميزان ، وهو القران الخامس ، ويدلّ ذلك على رياح شديدة ، وهلاك مدن كثيرة ، فلم ير إلّا الخير. وأخبرت أنّ الهواء توقّف في الشّهر المذكور على أهل السّواد ، فلم يكن لهم ما يذرّون به الغلّة (٢).
وكان الخليفة أمر بأخذ خطوط المنجمّين بذلك ، فكتبوا سوى قايماز ، وكان حاذقا بالنّجوم ، فإنّه كتب : لا يتم من ذلك شيء. وخرج. فقال له منجّم : ما هذا؟ قال : إن كان كما تزعمون من هلاك العالم من يواقفني؟ وإن كان ما قلته حظيت عندهم.
[عقد قران الخليفة الناصر]
وفيها عقد أمير المؤمنين الناصر على الجهة سلجوق خاتون بنت قلج أرسلان بن مسعود صاحب بلاد الروم بوكالة من أخيها كيخسرو ، وسار لإحضارها الحافظ يوسف بن أحمد شيخ الرّباط الأرجوانيّ.
__________________
(١) مرآة الزمان ٨ / ٣٨٨.
(٢) الكامل ١١ / ٥٢٨ ، مرآة الزمان ٨ / ٣٨٥ و ٣٨٧.