الجهاد. وبرز في أوّل السّنة ، ونزل على أرض بصرى مرتقبا (١) مجيء الحاجّ ليخفرهم من الفرنج. وسار إلى الكرك والشّوبك ، فأحرق ضياعهما ، وأقام هناك شهرين.
[الإغارة على طبريّة]
واجتمعت الجيوش برأس الماء عند ولده الأفضل ، فجهّز بعثا فأغاروا على طبريّة.
[هزيمة الفرنج بصفّوريّة]
وقدم من الشّرق مظفّر الدّين صاحب إربل بالعساكر ، وقدم بدر الدّين ولدرم على عسكر حلب ، وقايماز النّجميّ على عسكر دمشق ، فساروا مدلجين حتّى صبّحوا صفّوريّة ، فخرجت الفرنج فنصر الله المسلمين ، وقتل من الفرنج خلق من الإسبتار ، وأسروا خلقا (٢).
[موقعة حطّين]
وأسرع السّلطان حتّى نزل بعشترا ، وعرض العساكر وأنفق فيهم ، وسار بهم وقد ملئوا الفضاء فنزل الأردنّ ، ونزل معظم العساكر. وسار إلى طبريّة فأخذها عنوة ، فتأهّبت الفرنج وحشدوا ، وجاءوا من كلّ فجّ وأقبلوا ، فرتّب عساكره في مقابلهم وصابحهم وبايتهم.
وكان المسلمون اثني عشر ألف فارس وخلق من الرجّالة. وقيل كان الفرنج ثمانين ألفا ما بين فارس وراجل. والتجئوا إلى جبل حطّين ، فأحاط المسلمون بهم من كلّ جانب ، فهرب القومّص لعنه الله ، ووقع القتال ، فكانت
__________________
(١) في الأصل : «مرتقب».
(٢) النوادر السلطانية ٧٤ ، الكامل في التاريخ ١١ / ٥٢٩ ، ٥٣٠ ، تاريخ الزمان ٢٠٧ ، تاريخ مختصر الدول ٢٢٠ ، زبدة الحلب ٣ / ٩١ ، الفتح القسي ٥٩ ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ٧١ ، دول الإسلام ٢ / ٩٣ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٩٦ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٢٠ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٠٥ ، السلوك ج ١ ق ١ / ٩٢ ، شفاء القلوب ١١٩ ، تاريخ ابن سباط ١٧٤ ، ١٧٥.