الباب الثاني
لو لا محمد رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي وصيه الإمام والأئمة الاحد عشر من ولده
ما خلق الله تعالى الخلق ، وهم من نور واحد
من طريق الخاصة
وفيه أربعة عشر حديثا
الأول : محمد بن علي بن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن يحيى المكتب ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الورّاق ، قال : حدثني بشير بن سعيد بن قيلويه المعدّل بالمرافقة ، قال : حدّثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليمانيّ ، قال : سمعت محمد بن حرب أمير المؤمنين يقول : سألت جعفر بن محمد عليهالسلام فقلت له : يا ابن رسول الله في نفسي مسألة اريد أن أسألك عنها ، فقال : «إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني ، وإن شئت فسل» ، قال : قلت له : يا ابن رسول الله وبأي شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي عنه؟ فقال : «بالتوسم والتفرس ، أما سمعت قول الله عزوجل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) (١) وقول رسول الله صلىاللهعليهوآله : اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عزوجل» قال : فقلت له: يا ابن رسول الله فأخبرني بمسألتي ، قال : «أردت أن تسألني عن رسول الله لم لم يطق حمله عليّ عليهالسلام عند حطّه الأصنام من سطح الكعبة مع قوته وشدته وما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر والرمي به ورائه أربعين ذراعا وكان لا يطيق حمله أربعون رجلا وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يركب الناقة والفرس والبغلة والحمار وركب البراق ليلة المعراج وكل ذلك دون علي في القوّة والشدّة؟ قال : فقلت له : عن هذا والله أردت أن أسألك يا ابن رسول الله فأخبرني ، فقال : إن عليا برسول الله شرّف ، وبه ارتفع ، وبه وصل إلى إطفاء نار الشرك ، وإبطال كل معبود من دون الله عزوجل ، ولو علاه النبي صلىاللهعليهوآله لحطّ الأصنام لكان بعليّ مرتفعا وشريفا وواصلا إلى حطّ الأصنام ، فلو كان ذلك لكان أفضل منه ، ألا ترى أن عليا قال : لما علوت ظهر رسول الله شرفت وارتفعت حتى لو شئت أن أنال السماء لنلتها ، أما علمت أن المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة وانبعاث فرعه من أصله وقد قال علي عليهالسلام : أنا من أحمد كالضوء من الضوء! أما علمت أن محمدا
__________________
(١) سورة الحجر : ٧٥.