الباب الثالث
في أن ميلاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام في الكعبة المشرّفة
من طريق العامة
من (مناقب الفقيه ابن المغازلي) الشافعي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع قال : أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب قال : حدّثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن مسلم الختلي العلوي قال : حدثني عمر بن أحمد بن روح السّاجي ، حدثني أبو طاهر يحيى بن الحسن العلوي قال : حدثني محمد بن سعيد الدارمي ، حدّثنا موسى بن جعفر عن أبيه ، عن محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين قال : كنت جالسا مع أبي ونحن زوّار قبر جدنا عليهالسلام وهناك نسوة كثيرة إذ أقبلت امرأة منهن فقلت لها : من أنت يرحمك الله؟ قالت : أنا زبدة بنت قريبة ابن العجلان من بني ساعدة فقلت لها : فهل عندك شيء تحدثينا؟ فقالت : اي والله حدثتني أمي أم عمارة بنت محارة بن نضلة (١) بن مالك بن العجلان الساعدي انّها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ اقبل أبو طالب كئيبا حزينا فقلت له ما شأنك يا أبا طالب؟ فقال : إنّ فاطمة بنت أسد في شدّة المخاض ثم وضع يده على وجهه فبينا هو كذلك إذ أقبل محمد صلىاللهعليهوآله فقال : «ما شأنك يا عم؟» فقال : إن فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض فأخذ بيده وجاء وقمن معه فجاء بها إلى الكعبة فاجلسها في الكعبة ثم قال : اجلسي على اسم الله ، قالت (٢) : فطلقت طلقة فولدت غلاما مسرورا نظيفا منظفا لم أر كحسن وجهه فسمّاه أبو طالب عليّا وحمله النبي صلىاللهعليهوآله حتى أداه إلى منزلها.
قال علي بن الحسين : «فو الله ما سمعت بشيء قط إلا وهذا أحسن منه».
وروى هذا الحديث المالكي في (الفصول المهمة) عن علي بن الحسين عليهماالسلام نقله من كتاب (المناقب) لأبي المعالي الفقيه المالكي قال : ولم يولد بالبيت الحرام قبله أحد سواه ، وهي فضيلة خصّها الله تعالى به اجلالا له واعلاء لرتبته ، وإظهارا لمكرمته وكان علي هاشميا من هاشميّين ، وأوّل من ولده هاشم مرتين (٣).
قلت : ان رواية أن أمير المؤمنين عليهالسلام ولد في الكعبة بلغت حدّ التواتر ، معلومة في كتب العامة والخاصة (٤).
__________________
(١) في المناقب : عبادة بن نضلة.
(٢) في المناقب : قال.
(٣) الفصول المهمة لابن صباغ المالكي : ١٢ ط : النجف الاشرف.
(٤) هذه المنقبة من خصائص سيد الوصيين ذكرها له جمع كثير من علماء السنة نذكر أسمائهم وأسماء كتبهم ـ