محمود بن محمد بن مسلم الشرُوطيّ البغدادي.
كان شاباً رائق الشعر ، بديع النظم والنثر ، قال العماد الاصفهاني في خريدة القصر وجريدة العصر : كان ينشدني من شعره كثيراً ، ولم أثبته ، وآخر عهدي به سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة ، وتوفي بعد ذلك ، وانا بواسط ، وله ديوان ، وكان معظم مدحه في نقيب النقباء ابن الاتقى الزينبي قال من قصيدة في مدحه ، أولها :
في حدّ رأيك ما
يغني عن القضب |
|
وفي سخائك ما
يربي على السحب |
وفي اعتزامك ما
لو شئت تنفذه |
|
أباد بالخوف أهل
الدهر والرعب |
دانت لهيبتك الأيام
خاضعةً |
|
وفلَّ عزمك حدّ
الموكب اللجب |
وقال عنك لسان
الدهر ما نطقت |
|
به على كل عودٍ
ألسن الخُطَب |
يا ( طلحة بن
علي ) ما لرائدنا |
|
الى الغنى غير
ما توليه من سبب |
جابت بنا البيد
عيسٌ طالما غنيت |
|
براحتيك عن
الأمواه والعشب |
حتى وصلنا الى ملكٍ
، مواهبة |
|
مقسومة بالندى
في العجم والعرب |
محجّبٌ برواق من
مهابته |
|
يلقى الوفود
بمالٍ غير محتجب |
ومنها :
فجدّه في صعودٍ
لم يزل أبداً |
|
وماله بالندى
المنهل في صبب |
ردّت مكارمه
الانواء جامدة |
|
وقال نائله
للعسجدِ : انسكب |
يا منفذ الرأي
في أجساد حُسدّه |
|
ولو غدا الدهر
منها موضع اليلب |
ومن يغار الضحى
من نور طلعته |
|
وإن يقل وجهه
للبدر « غِب » يغب |