الباب الرابع والثمانون
في أنّ عليّا عليهالسلام وزير رسول الله ووارثه صلىاللهعليهوآله
من طريق الخاصة وفيه أحد وعشرون حديثا
الأوّل : محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت عليهمالسلام قال : حدّثنا محمد بن الحسن الخثعمي عن عبّاد بن يعقوب عن عليّ بن هاشم بن عمر بن حارث عن عمران ابن سليمان عن حصير الثعلبي عن أسماء بنت عميس قالت : رأيت رسول الله بإزاء بيتي وهو يقول : «اشرق ثبير أشرق ثبير (١) اللهمّ إني أسألك ما سألك أخي موسى أن تشرح لي صدري ، وأن تيسّر لي أمري وأن تحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي عليّا أخي أشدد به أزري واشركه في أمري كي نسبّحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا (٢)».
الثاني : الشيخ الطوسي في أماليه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريا أبو سعيد البصري قال : حدّثنا محمد بن صدقة العنبري قال : حدّثنا موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عليّ عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : صلّى بنا رسول اللهصلىاللهعليهوآله يوما صلاة الفجر ثمّ انفتل وأقبل علينا يحدثنا ثمّ قال : أيّها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر ومن فقد القمر فليتمسك بالفرقدين ، قال : فقمت أنا وأبو أيوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك فقلنا يا رسول الله من الشمس؟ قال : أنا ، فإذا هو صلىاللهعليهوآله قد ضرب لنا مثلا فقال : إن الله تعالى خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم ، فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر.
قلنا : فمن القمر؟
قال : أخي ووصي ووزيري وقاضي ديني وأبو ولدي وخليفتي في أهلي ، قلنا : فمن الفرقدان؟ قال : الحسن والحسين ، ثمّ مكث مليا فقال : هؤلاء وفاطمة هي الزهرة عترتي وأهل بيتي هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض (٣).
__________________
(١) كان أهل الجاهلية يقولون ويعنون الشمس كما تسفر فأفاض رسول الله خلافهم.
(٢) شواهد التنزيل : ١ / ٤٨٠ ، وتفسير الدر المنثور : ٤ / ٢٩٥.
(٣) أمالي الطوسي : ٥١٧ ح ١١٣١ المجلس ١٨ ح ٣٨.