الباب الرابع والسبعون
في تكليم الشمس عليا عليهالسلام
من طريق الخاصة وفيه ستّة أحاديث
الأوّل : محمد بن العبّاس بن عليّ بن مروان بن ماهيار ثقة ثقة المعروف بابن الحجّام بضمّ الجيم في تفسيره ما نزل في أهل البيت من القرآن عن محمد بن سهل العطّار عن أحمد بن محمّد عن أبي زرعة عبد الله بن عبد الكريم عن قبيصة بن عقبة عن سفيان بن يحيى عن جابر بن عبد الله قال : لقيت عمّارا في بعض سكك المدينة فسألته عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فأخبر أنّه في مسجده في ملأ من قومه وأنّه لما صلّى الغداة أقبل علينا فبينما نحن كذلك وقد بزغت الشمس إذ أقبل عليّ عليهالسلام فقام إليه النبيّ صلىاللهعليهوآله وقبّل ما بين عينيه وأجلسه إلى جنبه حتّى مست ركبتاه ركبتيه ثمّ قال : يا علي قم للشمس فكلّمها فانّها تكلّمك فقام أهل المسجد فقالوا : أترى عين الشمس تكلّم عليّا؟ وقال بعضهم : لا يزال يرفع حسيسة ابن عمّه وينوّه باسمه إذ خرج عليّ عليهالسلام فقال للشمس : كيف أصبحت يا خلق الله؟
فقالت : بخير يا أخا رسول الله ، يا أوّل يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكلّ شيء عليم ، فرجع عليّ عليهالسلام إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : يا علي تخبرني أو أخبرك؟ فقال : منك أحسن يا رسول الله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أمّا قولها لك : يا أوّل فأنت أوّل من آمن بالله ، وقولها لك : يا آخر فأنت آخر من يعاينني على مغسلي ، وقولها : يا ظاهر فأنت أوّل من يظهر على مخزون سرّي ، وقولها : يا باطن فأنت المستبطن لعلمي ، وأمّا العليم بكلّ شيء فما أنزل الله علما من الحلال والحرام والفرائض والأحكام والتنزيل والتأويل والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمشكل إلّا وأنت به عليم ، ولو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى لقلت فيك مقالا لا تمرّ بملإ إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به ، قال جابر : فلمّا فرغ عمّار من حديثه أقبل سلمان فقال عمّار : وهذا سلمان كان معنا ، فحدّثني سلمان كما حدّثني عمّار (١).
الثاني : محمّد بن العبّاس هذا عن عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا عن علي بن حكيم عن الربيع بن عبد الله عن عبد الله بن الحسن عن أبي جعفر محمد بن علي عليهالسلام قال : بينما النبيّ ذات
__________________
(١) نقله عنه المجلسي في البحار : ٤١ / ١٨١ / ح ١٧.