الباب السادس والتسعون
في تكليم أصحاب الكهف عليّا عليهالسلام
من طريق الخاصّة وفيه خمسة أحاديث
الأوّل : ابن طاوس عقيب ذكره الحديث السابق (١) قال : فصل فيما نذكره من مجلّد آخر من ترجمة كتاب فيه ذكر الآيات التي نزلت في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وتفسير معانيها من القرآن العظيم ، وأوّله خطبة أوّلها الحمد لله المستحقّ للحمد بآلائه ولم يذكر اسم مصنّفه فنذكر منه حديث البساط برواية وجدناها في هذا الكتاب فيحتمل أن يكون رواية واحدة فرواها أنس بن مالك مختصرة ورواها جابر بن عبد الله مشروحة ، ويحتمل أن يكون حمل البساط لهم دفعتين روى كلّ واحد ما رآه ، وهو من الوجهة الثانية من القائمة السادسة من الكرّاس السادس منه بلفظة ، حدّثنا أحمد بن محمد(٢) قال : حدّثنا أحمد بن الحسين قال : حدّثنا الحسن بن دينار عن عبد الله بن موسى عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمد الصادق عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عليهماالسلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري رحمة الله عليه قال : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما ونحن في مسجده فقال : من هاهنا؟ فقلت : أنا يا رسول الله وسلمان الفارسي فقال : يا سلمان اذهب فادع مولاك عليّ بن أبي طالب.
قال جابر : فذهب سلمان ينتدب به حتّى استخرج عليّا من منزله ، فلمّا دنا من رسول اللهصلىاللهعليهوآله قام إليه فخلا به وأطال مناجاته ورسول الله صلىاللهعليهوآله يقطر عرقا كهيئة اللؤلؤ ويتهلهل حسنا ثمّ انصرف رسول الله صلىاللهعليهوآله من مناجاته فجلس فقال له : أسمعت يا علي ووعيت؟ قال : نعم يا رسول الله.
قال جابر : ثمّ التفت إليّ وقال : يا جابر ادع لي أبا بكر وعمر وعبد الرّحمن بن عوف الزهري فذهبت مسرعا فدعوتهم فلمّا حضروا قال : يا سلمان اذهب إلى منزل أمّك أمّ سلمة وايتني ببساط الشعر الخيبري قال جابر : فذهب سلمان فلم يلبث أن جاء بالبساط فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله سلمان فبسطه ثمّ قال لأبي بكر وعمر وعبد الرّحمن : اجلسوا ، كلّ واحد منكم على زاوية من البساط فجلسوا كما أمرهم ثمّ خلا رسول الله صلىاللهعليهوآله بسلمان فناجاه فأسرّ إليه شيئا ثمّ قال له : اجلس في الزاوية الرابعة فجلس سلمان ثمّ أمر عليّا أن يجلس في وسطه ثمّ قال له : قل ما أمرتك فو الذي
__________________
(١) وهو الحديث الرابع في الباب السابق.
(٢) في المصدر : محمد بن أحمد.