الباب السادس والمائة
في حديث خاصف النعل
من طريق الخاصّة وفيه حديثان
الأوّل : محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن محمد بن أحمد عن المنذر ابن جعفر قال : حدّثني أبي عن جعفر بن الحكم عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش قال : خطبنا عليّ عليهالسلام في الرحبة ثمّ قال : لمّا كان في زمان الحديبية خرج إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله اناس من قريش من أشراف أهل مكّة وفيهم سهل بن عمرو وقالوا : يا محمد أنت جارنا وحليفنا وابن عمّنا وقد لحق بك اناس من أبنائنا واخواننا وأقاربنا ليس فيهم التفقه في الدين ولا رغبة فيما عندك ولكن إنّما خرجوا فرارا من ضياعنا وأعمالنا وأموالنا فارددهم علينا ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله أبا بكر فقال له : انظر ما يقولون فقال : صدقوا يا رسول الله ، أنت جارهم فاردد عليهم قال : ثمّ دعا عمر فقال مثل قول أبي بكر ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله عند ذلك : لا تنتهوا يا معشر قريش حتّى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه للتقوى يضرب رقابكم على الدين فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟ فقال : لا فقام عمر فقال : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا ولكنّه خاصف النعل ، وكنت أخصف نعل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال عمر : ثمّ التفت إلينا عليّعليهالسلام وقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار (١).
الثاني : المفيد في الاختصاص قال : حدّثني محمد بن علي بن شاذان فقال ، حدّثنا أحمد بن يحيى النحوي أبو العبّاس تغلب قال : حدّثنا أحمد بن سهل بن أبو عبد الرحمن قال : حدثنا يحيى ابن محمد بن موسى قال : حدثنا أحمد بن قتيبة أبو بكر عن عبد الحكم القتيبي عن أبي كيسة ويزيد بن ورمان قالا : لما أجمعت عائشة على الخروج إلى البصرة أتت أمّ سلمة (رض) وكانت بمكّة وقالت : يا بنت أبي أميّة كنت كبيرة أمّهات المؤمنين ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقيم في بيتك ، وكان يقسم لنا في بيتك ، وكان ينزل الوحي في بيتك قالت : يا بنت أبي بكر لقد زرتني وما كنت زوارة ولأمر ما تقولين هذه المقالة!.
__________________
(١) بحار الأنوار : ٣٢ / ٣١٣ / ح ٢٨٢. وفي سند الحديث اختلاف.