الباب الحادي والعشرون والمائة
في الملائكة الذين سلّموا على أمير المؤمنين عليهالسلام ليلة بدر
من طريق العامّة وفيه حديثان
الأوّل : من مسند أحمد بن حنبل قال : حدّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي ، حدّثنا سعد بن الصلت قال : حدّثنا أبو الجارود الرحبي عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث عن عليّ عليهالسلام قال : لمّا كانت ليلة بدر قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من يستسقي لنا من الماء»؟
فأحجم الناس ، فقام عليّ عليهالسلام فاحتضن قربة ثمّ أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة ، فانحدر فيها فأوحى الله عزّ جلّ إلى جبرائيل وميكائيل وإسرافيل : تأهبوا لنصر محمد وحزبه ، فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه ، فلمّا حاذوا البئر سلّموا على عليّ عليهالسلام من عند ربّهم عن آخرهم تبجيلا (١).
الثاني : ابن شهرآشوب عن ابن مسعود والفلكي في التفسير بإسناده عن محمد بن الحنفيّة قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّا في غزوة بدر أن يأتيه بالماء حين سكت أصحابه عن إيراده ، فلمّا أتى القليب وملأ القربة وأخرجها جاءت ريح فأهرقته ، ثمّ عاد إلى القليب فملأها فجاءت ريح فأهرقته وهكذا في الثالثة ، فلمّا كانت الرابعة ملأها فأتى بها النبيّ صلىاللهعليهوآله وأخبره بخبره فقال رسول الله : «أمّا الريح الاولى فجبرائيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك ، والريح الثانية ميكائيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك ، والريح الثالثة إسرافيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك».
وفي رواية «وما أتوك إلّا ليحفظوك» وقد رواه عبد الرحمن بن صالح بإسناده عن الليث : وكان يقول : لعليّ في ليلة واحدة ثلاثة آلاف منقبة وثلاث مناقب ، ثمّ يروي هذا الخبر ، قال الحميري :
وسلّم جبريل وميكال ليلة |
|
عليه وإسرافيل حيّاه معربا |
أحاطوا به في ردئه جاء يستقي |
|
وكان على ألف بها قد تحزّبا |
ثلاثة آلاف ملائك سلّموا |
|
عليه فأدناهم وحيّا ورحّبا (٢). |
__________________
(١) فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦١٣ / ١٠٤٩٤.
(٢) مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٨٠.