الباب الثامن والستّون
في الردّة الواقعة بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله والحق مع علي عليهالسلام
من طريق الخاصة وفيه أحد عشر حديثا
الأوّل : محمّد بن يعقوب بإسناده عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر عليهالسلام قال كان الناس أهل ردة بعد النبي صلىاللهعليهوآله إلا ثلاثة فقلت ومن الثلاثة فقال : المقداد بن الاسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم ، ثم عرف الناس بعد يسير وقال هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى وأبوا أن يبايعوا حتى جاءوا بأمير المؤمنين عليهالسلام مكرها فبايع وذلك قول الله عزوجل (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) (١) (٢).
الثاني : ابن يعقوب أيضا بإسناده عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا الله عز ذكره وما كان الله ليفتن أمة محمّد صلىاللهعليهوآله من بعده فقال أبو جعفر عليهالسلام : أو ما يقرءون كتاب الله؟ أو ليس يقول (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) قال : فقلت له : إنّهم يفسرون على وجه آخر فقال : أو ليس قد أخبر الله عزوجل عن الذين من قبلهم من الأمم إنّهم قد اختلفوا من بعد ما جاءتهم البيّنات حيث قال (وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) (٣) (٤).
الثالث : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري قراءة قال : حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء وحدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي الري قال : حدّثني أبو زرعة عبد الله بن عبد الكريم قالا : حدّثنا عمرو بن حماد بن طلحة القياد قال :
__________________
(١) آل عمران : ١٤٤.
(٢) الكافي ٨ : ٢٤٥ / ٣٤١.
(٣) البقرة : ٢٥٣.
(٤) الكافي ٨ : ٢٧٠ / ٣٩٨.