عليهماالسلام بالمدينة ، وعلي بن موسى الرضا توفي بطوس والامام بعده ابنه محمد بالمدينة. ولا يمكن أن يتولى من بالمدينة غسل من يتوفى بطوس ، أو بمدينة السلام.
وقد تعسف بعض أصحابنا فقال : غير ممتنع أن ينقل الله تعالى الامام من المكان الشاسع (١) في أقرب الأوقات ويطوي له البعيد ، فيجوز أن ينتقل من المدينة إلى مدينة السلام وطوس في الوقت.
والجواب عن هذا : انا لا نمنع من إظهار المعجزات وخرق العادات للأئمة عليهمالسلام الا أن خرق العادة انما هو في إيجاد المقدور دون المستحيل والشخص لا يجوز ن يكون منتقلا إلى الأماكن البعيدة إلا في أزمنة مخصوصة فأما أن ينتقل الى البعيد من غير زمان محال (٢) ، وما بين المدينة وبغداد وطوس من المسافة لا يقطعها الجسم إلا في أزمان لا يمكن معها أن يتولى من هو بالمدينة غسل من هو ببغداد.
فان قيل : ألا انتقل كما ينتقل الطائر من البعيد في أقرب مدة (٣).
قلنا : ما ننكر اختلاف انتقال الأجسام بحسب الصور والهيئات ، فان أردتم أن الامام يجعل له جناح يطير به ، فهو غير منكر ، الا أن الثقيل الكبير من الأجسام لا يكون طيرانه في الخفة مثل الصغير الجسم. ولهذا لا يكون طيران الكراكي وما شاكلها في عظم الأجسام ، كسرعة الطيور الخفاف ، فإذا كان الطائر الخفيف الجسم انما لم يقطع في يوم واحد من المدينة إلى طوس ، فأجدر
__________________
(١) في «ن» : الواسع.
(٢) ويرده قوله تعالى (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ أَهكَذا عَرْشُكِ) وقد أحضر عرشها في أقل من طرفة عين.
(٣) في الأصل : هذه.