فالجواب عندي أنه غير ممتنع أن يكون هود «ع» ومن كان في صحبته بحيث لم تهب فيه هذه الريح المهلكة ، والله تعالى قادر على أن يخص بالريح أرضاً دون أرض ، ويكف عن هود عليهالسلام ومن معه عند هبوبها وتأثير اعتمادها ، فلا يلحقهم من الضرر بها وان هبت بينهم كما لحق من هلك ، كما أنه تعالى كف إحراق النار عن إبراهيم عليهالسلام وبردها في جسمه وان كان حاصلا فيها ، وكل ذلك جائز واضح.
مسألة
[الإشكال الوارد في آية «(وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ) إلخ»]
أجمع أهل العربية على أن «ثم» توجب في العطف الترتيب دالة على التعقيب ، وإذا كان هذا كما وصفوا فما معنى قوله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ)(١).
فيجيء من هذا على قول النحويين أنه تعالى أمر الملائكة اسجدوا لادم بعد خلقه وتصويره قوماً خوطبوا بذلك ، فان كان هؤلاء المخاطبون من ذرية آدم فهنا (٢) من الأمر المستحيل ، وان كان من غير ذرية آدم ، فيحتاج الى دليل.
الجواب :
أما قوله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا)
__________________
(١) سورة الأعراف : ١١.
(٢) ظ : فهذا.