الصدّيقة سلام الله عليها حتّى المباحات شأن أبيها الأقدس كما فهمه القسطلاني والحمزاوي في شرح البخاري ، وذلك يكشف عن أنّها صلوات الله عليها لا ترضى إلّا لما فيه مرضاة المولى سبحانه ، ولا تغضب إلّا على ما يغضبه ، حتّى أنّها لو رضيت أو غضبت على أمر مباح فانّ هناك جهةٌ شرعيّةٌ تدخله في الراجحات ، أو يجعله من المكروهات ، فلن تجد منها في أيّ من الرضا والغضب وجهةٌ نفسيّةٌ أو صبغةٌ شهويّةٌ ، وذلك معنى العصمة التي نفاها المتحذلق ـ ابن كثير ـ بعد أن تصامم أو تعامى عن دلالة آية التطهير النازلة فيها وفي أبيها وبعلها وبنيها :
(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
[أبو ذر الصادق ...] (١)
جاء ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ٧ / ١٥٥ فبنى على أساس ما علّاه مَن قبله في حذف ما كان هنالك من هنات وزاد في الطنبور نغمات قال :
كان أبو ذر ينكر على من يقتني مالاً من الأغنياء ،
__________________
(١) الغدير ٨ / ٣٣١.