تسمع ما أسمع وترى ما أرى ، إلّا أنَّكَ لستَ بنبيٍّ ، ولكنَّك وزيرٌ ، وإنَّك لعلى خيرٍ» (١).
[اسلام ابي بكر]
وأمّا الكلام في إسلام ابي بكر فلا يسعنا أن أحوم حول هذا الموضوع ، وبين يديَّ صحيحة محمَّد بن سعد بن ابي وقاص التي أخرجها الطبري في تاريخه ٢ / ٢١٥ بإسناد صحيح رجاله ثقات :
قال ابن سعد : قلت لأبي : أكان ابو بكر أوَّلكم إسلاماً؟! فقال : لا ، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين ، ولكن كان أفضلنا إسلاماً.
وما عساني أن أقول وابو جعفر الاسكافي المعتزلي البعيد عن عالم التشيّع يقول : أمّا ما احتجَّ به الجاحظ بإمامة ابي بكر بكونه أوَّل الناس ، فلو كان هذا احتجاجاً صحيحاً لاحتجَّ به ابو بكر يوم السقيفة ، وما رأيناه صنع ذلك ، لأنَّه أخذ بيد عمر ويد ابي عبيدة بن الجرّاح وقال للناس : قد رضيت لكم أحد هذين الرَّجلين فبايعوا منهما مَن شئتم.
ولو كان هذا احتجاجاً صحيحاً لما قال عمر : كانت بيعة ابي بكر فلتةً وقى الله شرَّها.
__________________
(١) خطبة ١٩٢ المعروفة بالقاصعة ، فضل الوحي ، تحقيق صبحي الصالح.