والسلام على رسول الله ، اللهمّ اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك» وإذا خرج قال : «بسم الله ، والسلام على رسول الله ، اللهمّ اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب فضلك».
والإسناد إلى فاطمة رضي الله عنها عن الطريقين فيه انقطاع.
والمختار أن يقول في ذلك أيضاً : السلام عليك أيّها النبيّ ، كما في التشهد.
والمقصود من هذه الأحاديث : بيان هذا النوع من السلام على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بلفظ الخطاب والغيبة جميعاً ، ولا فرق في ذلك بين الغائب عنه ، والحاضر عنده صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وهذا النوع هو الذي قيل باختصاصه بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الأُمّة ؛ حتّى لا يسلّم على غيره من الأُمّة إلّا تبعاً له ، كما لا يُصلّى على غيره من الأُمّة إلّا تبعاً له.
النوع الثاني : ما يقصد به التحيّة ، كسلام الزائر إذا وصل إلى حضرته الشريفة عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته وبعد وفاته.
وهذا غير مختصّ ، بل هو عامّ لجميع المسلّمين ، ولهذا كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يأتي إلى القبر ويقول : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبتاه ، وورد عنه بلفظ الخطاب وبلفظ الغيبة.
إذا عرف هذان النوعان ، فالنوع الثاني لا شكّ في استدعائه الردّ ، وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يردّ على المسلّم عليه ، كما اقتضاه الحديث ؛ سواء أوصل بنفسه إلى القبر ، أم أرسل رسولاً؟ كما كان عمر بن عبد العزيز يرسل البريد من الشام إلى المدينة ليسلّم له على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ففي هذين القسمين من هذا النوع يحصل الردّ من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما هو عادة الناس في السلام.
وأمّا النوع الأوّل فالله أعلم ، فإن ثبت الردّ فيه أيضاً ـ وحبّذا ، لتشملنا بركة