فضله وعلمه :
ذكر الطوسي وغيره أنّ الرُّهني ألّف أكثر من خمسمائة مصنَّف أو رسالة ، وهذا يدلّ على فضله وسعة علمه ، وآثاره كانت موجودة في بلاد خراسان قبل غزو المغول ، ولكن من المؤسف جدّاً هو أنّنا لم نعثر على شيء من مؤلّفاته غير كتابه القلائد الذي كان موجوداً في خراسان عند السيّد صفي الدين محمّـد بن معد الموسوي ، وكتب خبره إلى العلاّمة الحلّي ؛ وكتاب القلائد أيضاً في زماننا مفقود.
كانت له مؤلّفات في الأدب والتاريخ والأنساب والجغرافياء والتفسير والكلام ، ووصفه الشيخ بأنّه كان عالماً متكلّماً ، كما أنّ ياقوت استفاد كثيراً من بعض مؤلّفاته.
قال ياقوت : محمّـد بن بحر الرُّهني أبو الحسين الشيباني ... معروف بالفضل والفقه. قال شيخنا رشيد الدين (١) : كان لِقناً (٢) حافظاً يذاكر بثمانية آلاف حديث ، غير أنّه كثر حفظه وتتبّع الغرائب فعمّر ، ومن طلب غرائب الحديث كذب.
قال : ووقفت على كتابه البدع فما أنكرت فيه شيئاً وعند الله علمه ، وكان عالماً بالأنساب وأخبار الناس ، شيعي المذهب غالياً فيه ، له تصانيف
__________________
(١) «رشيد الدين» مجهول ، ويفهم من سياق العبارات أنّ الصفحة التي وردت في شرح حاله موجـودة في معجم الأدباء نقلاً عن «النحاس في كتابة» ، ويفهم منها أيضاً أنّ رشيد الدين إمّا من مشايخه أو هو من نقل عنه النحّاس ما يختصّ بالرُّهني. وإنّ «رشيد الدين» ينصرف إطلاقه إلى ابن شهر آشوب.
(٢) سريع الفهم.