الأمر الثالث : بعض الروايات مثل رواية أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليهالسلام قلت له : «أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عزّ وجلّ؟ قال : الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه ... ـ إلى أن قال ـ وأمّا الوجه الآخر من الجحود على معرفة وهو أن يجحد الجاحد وهو يعلم أنّه حقّ قد استقرَّ عنده ...» (١).
أقول : الظاهر عدم اختصاص الجحود بصورة العلم بالحال ، وما استدلّ به لذلك غير تامّ :
أمّا الأمر الأوّل :
فلأنّ بعضاً آخر من اللغويّين فسّر الجحود بمطلق الإنكار قال في تاج العروس (٢) ، وقال في لسان العرب : «الجحود نقيض الإقرار كالإنكار والمعرفة» (٣) ثمّ نقل عن الجوهري في الصحاح ما تقدّم.
ومنه يظهر أنّ هناك خلافاً في معنى الجحود.
وقال في كتاب العين : «الجحود ضدّ الإقرار كالإنكار والمعرفة» (٤).
ويفهم من ذلك أنّ الجحود كالإنكار ، ومن الواضح أنّ الإنكار لا يختصّ بصورة العلم بثبوت ما ينكره ولذا يقال :
فلان أنكر الدَيْن سواء كان عالماً به أم لا.
__________________
(١) الكافي ٢ / ٣٨٩ ح ١.
(٢) تاج العروس ٢ / ٣١٢.
(٣) لسان العرب ٣ / ١٠٦.
(٤) كتاب العين ٣ / ٧٢.