منتجب الدين كان على اطلاع بأحواله ونسبة الغلوّ إليه تؤكّد على أنّ اسمه قد ورد في المصادر الرجاليّة الشيعيّة.
محمّـد بن بحر والغلوّ :
والرجل مع علمه وفضله ، متّهم بالغلوّ من قِبَلِ ابن الغضائري.
قال الكشّي : «حدّثني أبو الحسن (كذا) محمّـد بن بحر الكرماني الدهني (كذا) النرماشيري ، قال : وكان من الغلاة الحنقين (١). وقال أيضاً : محمّـد بن بحر هذا غال ، وفضالة ليس من رجال يعقوب وهذا الحديث مزاد فيه مغيّر عن وجهه» (٢).
وهذا بعد نقل رواية عنه في ذمّ زرارة ، والرواية منكرة جدّاً ، ومع ذلك فإنّ النجاشي قال : «قال بعض أصحابنا : إنّه كان في مذهبه ارتفاع ، وحديثه قريب من السلامة ، ولا أدري من أين قيل ذلك» (٣).
وهذا يعني أنّه لم يقبل غلوّ الرُّهني.
وقد أشار ياقوت إلى هذه العبارة حيث قال : «قال ابن النحّاس في كتابه : قال بعض أصحابنا : إنّه كان في مذهبه ارتفاع ، وحديثه قريب من السلامة ، وما أدري من أين قيل» (٤). فكلام ابن النحّاس مأخوذ من النجاشي كما هو ظاهر.
قال الطوسي : «محمّـد بن بحر الرُّهني من أهل سجستان ، كان متكلّماً
__________________
(١) الحنق بالفتح والكسر شدّة الاغتياظ ، والحَنِقُ : المغتاظ.
(٢) رجال الكشي : ١٤٧ ـ ١٤٨ رقم ٢٣٥.
(٣) رجال النجاشي : ٣٨٤.
(٤) معجم الأُدباء ١٨ / ٣١.