الجملة بالنصـب» (١).
قد وردت كلمة «التعليق» في كتاب سيبويه (ت ١٨٠ هـ) في قوله : «قولك : (قد علمت إنّه لخيرٌ منك) فـ (إنَّ) هنا مبتدأة ، و (علمتُ) ها هنا بمنزلتها في قولك : (لقد علمتُ أيُّهم أفضلُ) معلّقة في الموضعين جميعاً» (٢).
وعبّر المبرّد (ت ٢٨٥ هـ) عن «التعليق» بـ «الإلغاء» ؛ قال : «ألا ترى أنّه لا يدخلُ على الاستفهام من الأفعال إلاّ ما يجوز أن يُلغى ؛ لأنّ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله ، وهذه الأفعال هي التي يجوز أن لا تعمل خاصّة ، وهي ما كان من العلم والشكّ ، فعلى هذا ... (ولَقَدْ عَلِموا لَمَنِ اشْتَرَاهُ) (٣) ؛ لأنّ هذه الأفعال تفصلُ ما بعدها ممّا قبلها ، تقول : علمتُ لزيدٌ خيرٌ منك» (٤).
وقال ابن السرّاج (ت ٣١٦ هـ) : «وإذا ولي (الظنّ) حروف الاستفهام وجوابات القَسَم ، بطلَ في اللفظِ عملُه ، وعمل في الموضـع» (٥) ..
وقد بيّن بهذه العبارة حقيقة «التعليق» دون أن يستعمل لفظه.
وقال عبـد القاهر الجرجاني (ت ٤٧١ هـ) : «ويُبطل عملَها لامُ الابتداء والاستفهام ، كقولك : علمتُ لزيدٌ منطلقٌ ، و : علمتُ أيُهم أخوكَ ، ويُسمّى
__________________
(١) شرح قطر الندى وبلّ الصدى ، ابن هشام ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـد الحميد : ١٧٨.
(٢) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبـد السلام هارون ٣ / ١٤٧.
(٣) سورة البقرة ٢ : ١٠٢.
(٤) المقتضب ، محمّـد بن يزيد المبرّد ، تحقيق عبـد الخالق عضيمة ٣ / ٢٩٧.
(٥) الأُصـول في النحو ، ابن السرّاج ، تحقيق عبـد الحسين الفتلي ١ / ١٨٢.