وترتيبه؟! وكأنّهم أشدّ حرصاً مِمَّنْ نزل عليه كلمة بعد كلمة ، وآية بعد آية ، وسورة بعد سورة ، أشدّ حرصاً مِمَّنْ كان يلهج ويأنس بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار!!
وراح كلّ فريق ينسب فضل جمع القرآن لصاحبه ، ويضع الأحاديث والروايات من أجل تثبيت ذلك ، دون أن يمعن النظر في ما يقول وفي ما يروي ، حتّى أصبحت هذه الأقوال والروايات تتضارب في ما بينها ، وتناقض بعضها بعضـاً.
فكانت هذه الرسالة التي بين يديك ، مختصرةً متينة ، علميةً رصينة ، توضّح لك عزيزي القارئ ـ وبشكل منصف من دون أن تؤثّر فيها الأهواء أو الميول الشخصية لصاحبها قدسسره ـ التناقضات الواقعة في هذه الروايات ، وكأنّـها معادلة رياضية تضع لك الأبعاد والمقاييـس التي توصلك إلى الحقيقة ، التي حاولوا من خلال هذه الروايات والأحاديث المنسوبة إلى الرسـول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحجبوها عن الناس.
لذا ترى أنّها تعرض لك مجموعة من هذه الروايات ، ثمّ تبدأ بطرح بعض التساؤلات حولها والإجابة عنها بشكل حيادي وعلمي بحت ، من أجل الوصول إلى الحقيقة التي حاول بعضهم إخفاءها عن الناس من خلال هذه الروايات المضلّلة والموهمة لغير المتخصّصين في علوم الحديث والدراية ، بل إنّنا على يقين بأنّها غير خافية حتّى على غير المتخصّصين في ذلك المجال من ذوي العقول النـيّرة والألباب المتفـتّحة.
ومن هنا كانت الغاية من عملنا على هذه الرسالة هي ..
أوّلا : من أجل إبرازها بحلّة جديدة ، بعد إضافة بعض اللمسات التي رأيناها مفيدة ؛ لتزيدها جمالا على جمالها ، ورصانةً إلى رصانتها.