وهذان الأخيران هو أكثر من تتلمذ عليهما فقهاً وأُصولا ، فقد حضر على كلّ منهما دورة كاملة في الأُصول ، وعدّة كتب في الفقه حفنة من السنين ، وقرّر بحث كلّ منهما على جمع من الحاضرين في البحث ، وفيهم غير واحد من الأفاضل ، وكان المرحوم النائيني آخر أُسـتاذ لازمه.
وله في الرواية مشايخ أجازوه أن يروي عنهم كتب الإمامية وغيرهم ، ولذا يروي بعدّة طرق الكتب الأربعة (الكافي ـ الفقيه ـ التهذيب ـ الاستبصار) والجوامع الأخيرة (الوسائل ـ البحار ـ الوافي) وغيرها من كتب أصحابنا (قدّس الله سرّهم) ، فمن تلك الطرق ما يرويه عن شيخه النائيني عن شيخه النوري بطرقه المحرّرة في خاتمة كتابه «مستدرك الوسائل» المعروفة بـ (مواقع النجوم) المنتهية إلى أهل بيت العصمة والطهارة.
تدريسـه :
قد أكثر من التدريس ، وألقى محاضرات كثيرة في الفقه والأُصول ، والتفسير ، وربّى جمّاً غفيراً من أفاضل الطلاّب في حوزة النجف الأشرف ، وألقى محاضرات في الفقه (البحث الخارج) دورتين كاملتين لمكاسب الشيخ الأعظم الأنصاري (قدّسـت نفسه).
كما درّس جملة من الكتب الأُخرى ، ودورتين كاملتين لكتاب الصلاة ، وشرع في ٢٧ ربيع الأوّل سنة ١٣٧٧ هـ في تدريس فروع «العروة الوثقى» لفقيه الطائفة السيّد محمّـد كاظم الطباطبائي اليزدي ، مبتدئاً بكتاب (الطهارة) ، إذ كان قد درّس (الاجتهاد والتقليد) قبل ذلك ، وقطع شوطاً بعيداً فيها حتى وصل إلى كتاب (الإجارة) فشرع فيه في يوم ٢٦ ربيع الأوّل سنة ١٤٠٠ هـ ، وقد أشرف على إنجازه في شهر صفر سنة ١٤٠١ هـ.