٢٢ ـ وقد أخرج ابن أشـته ، عن الليث بن سـعد ، قال :
«أوّل من جمع القرآن أبو بكر ، وكـتبه زيد ، وكان الناس يأتون زيد ابن ثابت ، فكان لا يكـتب آية إلاّ بشـهادة عدلين ، وإنّ آخر سـورة براءة لم توجد إلاّ مع أبي خزيمة بن ثابت ، فقال : اكـتبوها فإن رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)جعل شـهادته بشـهادة رجلين ، فكـتب.
وإنّ عمر أتى بـ «آية الرجم» فلم نكـتبها ؛ لأنّـه كان وحده» (١).
__________________
وراجـع : منتخب كـنز العمّـال بهامش مسـند أحمـد ٢ / ٥٢ ، كـنز العمّـال ٢ / ٥٨٨ ح ٤٧٩٣.
أقـول : وقد روي في سـبب تسمية خزيمة بن ثابت بـ «ذي الشهادتين» : إنّ رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اشـترى فرساً من أعرابي ، ثمّ إنّ الأعرابي أنكر البيع ، فأقبل خزيمة بن ثابت الأنصاري ففرج الناس بيده حتّى انتهى إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقال : أشـهدُ يا رسـولَ الله لقد اشـتريتَـه منه!
فقال الأعرابي : أتشـهد ولم تحضرنا؟!
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : أشـهِدتَـنا؟
قال : لا يا رسـول الله! ولكـنّي علمت أنّك قد اشـتريت ، أفأُصدّقك بما جئت به من عند الله ، ولا أُصدّقك على هذا الأعرابي الخبيث؟!
قال : فعجب رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقال : يا خزيمة! شـهادتك شـهادة رجلين.
انظر : سـنن أبي داود ٣ / ٣٠٦ ـ ٣٠٧ ح ٣٦٠٧ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٤ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠ رقم ٥٨٤ ، معرفة الصحابة ـ لأبي نُعيم ـ ٢ / ٩١٣ رقم ٧٩٤ ح ٢٣٥٧.
(١) الإتقان ، النوع ١٨ ج ١ ص ١٠١ [١ / ١٦٦ ـ ١٦٧]. منـه قدسسره.
وانظر : عون المعبود في شرح سـنن أبي داود ١٠ / ٢٧ وفيه : «ابن أبي شـيبة في (المصاحف)» بدل «ابن أشـتة» ، وهو تصحيف.