[معارضتها لِما دلّ على أنّ القرآن
جُمع على عهد الرسـول]
٢ ـ تعارض روايات الجمع :
إنّ هذه الروايات معارضة بما دلّ على أنّ القرآن كان قد جمع ، وكـتب على عهد رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
* فقد روى جماعة ، منهم : ابن أبي شـيبة ، وأحمد بن حنبل ، والترمذي ، والنسـائي ، وابن حبّان ، والحاكم ، والبيهقي ، والضياء المقدسي ، عن ابن عبّـاس ، قال :
«قلت لعثمان بن عفّان : ما حملكـم على أن عمدتم إلى الأنفال ، وهي من المثاني ، وإلى براءة ، وهي من المئين ، فقرنتم بينهما ولم تكـتبوا بينهما سـطر : (بسـم الله الرحمن الرحيم) ، ووضعتموهما في السـبع الطوال (١) ، ما حملكـم على ذلك؟!
__________________
(١) شـاع في الخبر عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال : أُعطيت مكان التوراة السـبع الطوال ، ومكان الإنجيل المثاني ، ومكان الزبور المئين ، وفُضّلت بالمفصّـل.
وفي رواية واثلة بن الأسـقع : وأُعطيت مكان الإنجيل المئين ، ومكان الزبور المثاني ، وأُعطيت فاتحة الكـتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش لم يعطها نبيٌّ قبلي ، وأعطاني ربّي المفصّـل نافلة.
فالسـبع الـطُّـوَل : البقرة وآل عمران والنسـاء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال مع التوبة ؛ لأنّهما يدعيان القرينتين ، ولذلك لم يفصل بينهما ببسـم الله الرحمن الرحيم ، وقيل : إنّ السـابعة سـورة يونـس.