المنزلة الكبيرة والمقام الرفيع بين الناس ، وهذا أقوى سـبب لاهتمام الناس بحفظ القرآن جملة ، أو بحفظ القدر الميسـور منه.
٤ ـ الأجر والثواب الذي يسـتحقّه القارئ والحافظ بقراءة القرآن وحفظه.
هذه أهمّ العوامل التي تبعث على حفظ القرآن والاحتفاظ به ، وقد كان المسـلمون يهتمّون بشأن القرآن ، ويحتفظون به أكـثر من اهتمامهم بأنفسـهم ، وبما يهمّهم من مال وأولاد (١).
__________________
(١) أقـول : لقد ورد في فضل قراءة القرآن وحفظه وتعاهده والتدبّر فيه روايات وآثار كـثيرة تفيـد مدى عناية النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن وحرصه على أن يحفظه الناس ويحافظوا عليه.
ومن الطبيعي أنّ هذه العناية الكبيرة والحرص الشـديد منه (صلى الله عليه وآله وسلم) على القرآن الكريم يدعوانه إلى الأمر بتأليف سـور القرآن وجمعها في كـتاب واحد ، وذلك خوفاً من تبعثر سـوره وآياته باختلاف وفُرقة الأُمّة ، وليكون مرجعاً لها في مختلف شؤونها الحياتية ، من عبادات ومعاملات ، مع علمه الحتمي بأنّ الله سـبحانه وتعالى يحفظه من التحريف والزيادة والنقصان.
* فمن ذلك قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «من قرأ القرآن ثمّ رأى أنّ أحداً أُوتي أفضلَ ممّا أُوتي فقد اسـتصغر ما عظّمه الله».
انظر : التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ٣ / ٣١١ ح ١٠٥٨ ، الكافي ٢ / ٦٠٤ باب فضل حامل القرآن ، شرح نهج البلاغة ١٠ / ٢٣ و ١٤٣ ، فيض القدير ٦ / ٩٧ ح ٨٤٨١ ، تفسير الصافي ٣ / ١٢١.
* وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «من كان القرآن حديثه ، والمسـجد بيته ، بنى الله له بيتاً في الجنّـة».
انظر : الأمالي ـ للصدوق ـ : ٥٩١ ح ٨١٩ ، تهذيب الأحكام ٣ / ٢٥٥ ح ٧٠٧.
* وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) يوصي أبا ذرّ : «عليك بتلاوة القرآن ، وذِكر الله كـثيراً ، فإنّه ذِكر لك في السـماء ، ونورٌ لك في الأرض».
انظر : الخصال : ٥٢٥ ، معاني الأخبار : ٣٣٤ ، الأمالي ـ للطوسي ـ : ٥٤١ ،