فمحمّـد الصفوة والخالص نجيب النجباء من آل إبراهيم ، فصار خير آل إبراهيم بقوله : (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْض) (١) ، واصطفى الله جلّ جلاله آدم ممّن اصطفاه عليهم من روحاني وجسماني ، والحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّـد وآله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
قال مصنّف هذا الكتاب الشيخ الصدّوق رحمهالله : إنّما أردت أن تكون هذه الحكاية في هذا الكتاب ، وليس قولي في إبليس إنّه كان من الملائكة ، بل كان من الجنّ ، إلاّ أنّه كان يعبد الله بين الملائكة ، وهاروت وماروت مَلَكان ، وليس قولي فيهما قول أهل الحشو ، بل كانا عندي معصومين ، ومعنى هذه الآية : (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيَمانَ) (٢) إنّما هو ، واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان ، وعلى ما أنزل على المَلَكَين ببابل هاروت وماروت ، وقد أخرجت في ذلك خبراً مسنداً في كتاب عيون أخبار الرضا عليهالسلام.
موردان آخران:
ألف : وفي رواية محمّـد بن بحر الشيبانيّ ، عن أحمد بن الحرث قال : حدّثنـا أبو أيّوب الكوفـي قال : حدّثنـا إسحاق بن وهب العلاّف ، قال : حدّثنا أبو عاصم النبّال عن ابن جريج ، عن الضحّاك ، عن ابن عبّاس ، قال :
«خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من منزل عائشة فاستقبله أعرابيّ ومعه ناقة فقال : يا محمّـد! تشتري هذه الناقة؟ فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «نعم ، بكم تبيعها
__________________
(١) سورة آل عمران ٣ : ٣٤.
(٢) سورة البقرة ٢ : ١٠٢.