[خلاص خوارزم شاه من أسر التتار]
قال أبو شامة (١) : فيها ورد الخبر بخلاص خوارزم شاه من أسر التّتار وعوده إلى ملكه ، وذلك أنّه كان منازلا لطوائف من التّتار بعساكره ، فخطر له أن يكشف أمورهم بنفسه ، فسار ودخل عسكرهم في زيّ التّتر هو وثلاثة ، فأنكروهم وقبضوا عليهم ، وضربوا اثنين فماتا تحت الضّرب ، ولم يقرّا ورسّموا على خوارزم شاه ورفيقه ، فهربا في اللّيل (٢).
[مقتل آيدغمش]
وفي المحرّم قتل آيدغمش صاحب همذان والرّيّ. وكان قد قدم في سنة ثمان فأنعموا عليه ، وأعطاه الخليفة الكوسات ، وجهّزه من بغداد إلى همذان ، فبيّته التّركمان وقتلوه ، وحملوا رأسه إلى منكلي ، فعظم قتله على الخليفة. وتمكّن منكلي من الممالك ، واستفحل أمره (٣).
[ولادة العزيز]
وفي ذي الحجّة ولد الملك العزيز بحلب من ضيفة بنت العادل ، قال ابن واصل (٤) : فزيّنت حلب ، فصاغ له عشرة مهود من الذّهب والفضّة ، ونسج للطّفل ثلاث فرجيّات من اللّؤلؤ والياقوت ، ودرعان ، وخوذتان ، وبركسطوان من اللّؤلؤ ، وغير ذلك ، وثلاثة سروج مجوهرة ، وثلاثة سيوف غلّفها بالذّهب والياقوت ، ورماح استها (٥) جوهر منظوم ، وفرحوا به فرحا زائدا.
__________________
(١) في ذي الروضتين ٨٣ ، ٨٤.
(٢) وانظر خبر (خوارزم شاه أيضا) في : دول الإسلام ٢ / ١١٤ ، ١١٥ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٦٥.
(٣) انظر خبر (قتل ايدغمش) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٣٠١ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٦٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١١٥ ، ودول الإسلام ٢ / ١١٥ ، والعسجد المسبوك ٢ / ٣٤٢ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٢٠٨ ، وشذرات الذهب ٥ / ٤١.
(٤) في مفرّج الكروب ٣ / ٢٢١.
(٥) هكذا في الأصل. وفي مفرّج الكروب : «أسنّتها».