لو أستطيع نضوت عني برده |
|
ورميت شمس نهاره بكسوف |
كان الشباب دجنة فتمزقت |
|
عن ضوء لا حسن ولا مألوف |
ولئن تعجل بالنصول فخلفه |
|
روحات سوق للمنون عفيف |
* * *
وله وهو ابتداء قصيدة :
أغدرا يا زمان ويا شباب |
|
أصاب بذا لقد عظم المصاب |
وما جزعي لأن غرب التصابي |
|
وحلق عن مفارقي الغراب |
فقبل الشيب أسلفت الغواني |
|
قلي وأمالني عنها اجتناب |
عففت عن الحسان فلم يرعني |
|
المشيب ولم ينزقني الشباب |
معنى هذه الأبيات يوافق معنى البيت الذي ذكرناه له رحمه الله ، وهو :
ولم أك قبل وسمك لي محبا |
|
فيبعدني بياضك عن حبيبي |
يخالف معنى قول البحتري :
أعاتك ما كان الشباب مقربي |
|
إليك فألحى الشيب إذ كان مبعدي |
لأن بيت البحتري إنما تضمن إنه كان في أيام الشباب مقصي بين الغواني محروما وصالهن ، فلم يزده الشيب شيئا ولا نقصه. وهذه الأبيات تنطق بأنه عف في شبابه وتنزه عن الغواني أنفة وصيانة ، فلا ظلامة له في الشيب وهذه عادته وسجيته.
* * *
وله من جملة قصيدة :