وقد مضى من يدي وفارقني |
|
ما لا أراه براجع أبدا |
* * *
ولي وهي قطعة مفردة :
صدت وما كان الذي صدها |
|
إلا طلوع الشعر الأشهب |
زار وكم من زائر للفتى |
|
حل بواديه ولم يطلب |
ركبته كرها ومن ذا الذي |
|
اركبه الدهر فلم يركب |
كأنه نار لباغي القرى |
|
أضرمها القوم على مرقب |
أو كوكب لاح على أفقه |
|
أو بارق يلمع في غيهب |
لحمي وقد أصبحت جارا له |
|
زادي ودمعي وحده مشربي |
وإنني فيه ومن أجله |
|
معاقب القلب ولم أذنب |
وليس لي حظ وإن كنت من |
|
أهل الهوى في قنص الربرب |
وما رأينا قبله زائرا |
|
جاء إلينا ثم لم يذهب |
معنى البيت الذي أوله " لحمي وقد أصبحت جارا له " إن صاحب الشيب إذا كان على الأكثر ينقص لحمه ويهزل جسمه ويعترق الشيب أعضاءه ، فكان ذا الشيب يتزود لحمه فهو يفنى على الأيام.
ويحتمل وجها آخر ، وهو : إن لذي الشيب حسرة على شبابه وحزنا على حلول مشيبه ، فيعض كفه وأنامله كما يفعل المغيظ المهموم ، وجعل ذلك الغيظ تزودا واقتياتا على سبيل المجاز.
والبيت الأخير معناه : أن من شأن كل زائر لغيره أن يجوز انصرافه عنه ومفارقته له وذلك المزور حي باق ، إلا الشيب فإنه إذا زار لم يذهب إلا بذهاب الحياة وفقدها.