ولي من قطعة مفردة :
* * *
قلت لمسود له شعره |
|
هل لك في المبيض من شعري |
خذه وان لم ترضه صاحبا |
|
مع الذي بقي من عمرى |
فقال لي يا بعد ما بيننا |
|
ونازح أمرك من أمري |
عمرت ستين ونيفها |
|
ونيفت سني على عشر |
ليس لداء بك من حيلة |
|
فاجرع ملاء اكؤس الصبر |
ان قيل : كيف تسمح نفس صاحب الشيب بأن يسأل في نقله عنه مع سلب ما بقي من عمره وانما يكره الشيب لأنه نذير الموت وبشير بمفارقة الحياة؟
فالجواب : ان أحد ما يكره له الشيب ما ذكرني السؤال والأكثر الأظهر في سبب كراهية المشيب نفور الغواني منه وصدودهن عنه وتعييرهن به ، وان صاحبه فاقد اللذات ضعيف الشهوات متكدر الحياة ، ومن كان بهذه الصفة تمنى أن يفارقه الشيب بمفارقة الحياة ليستريح من أدوائه التي لا علاج منها ولا دواء لها.
* * *
ولي وهي قطعة مفردة :
لوت وجهها عن شيب رأسي وانما |
|
لوت عن بياض زاهر لونه غضا |
ولو أنصفت ما أعرضت عن شبيهها |
|
ولا أبدلته من محبته بغضا |
نفور الإنسان لا يكون عما يماثله ويجانسه بل عما يضاده ويخالفه ، والبيض من النساء يوافق لونهن لون المشيب ، فكيف نفرن عنه وبعدن منه مع المشاكلة لو لا انعكاس العادة في الشيب.
* * *