ولي من جملة قطعة مفردة :
ورابك منى قبل أن تتبينى |
|
بأن ليس لي أمر عليه مشيب |
وعاقبتني ظلما وكم من معاقب |
|
وليس له عند الحسان ذنوب |
وليس عجيبا شيب رأسي وانما |
|
صدودك عن ذاك المشيب عجيب |
هبيه نهارا بعد ليل وروضة |
|
تضاحك فيها النور وهي قطوب |
ولا تطلبي شرخ الشباب وقد مضى |
|
فذلك شيء ما أراه يؤوب |
أما وصف ما لم يظهر زهره ونوره من الروض بالقطوب فمن واقع التشبيه وغريبه ، لأنه إذا شبه ما أزهر منه ونور بالضاحك جاز أن يسمى ما استمر على اخضراره واسوداده بأنه قاطب ، لفقد النور المشبه بالضحك منه.
* * *
ولي وهي قطعة مفردة :
تلوم وقد لاحت طوالع شيبتي |
|
وما كنت منها قبل ذاك مفندا |
فحسبك من لومي والا فبعضه |
|
فما أبيض إلا بعض ما كان اسودا |
ولا تلزمينى اليوم عيبا بصبغة |
|
ستكسينها اما بقيت لها غدا |
ولو خلدت لي حالة مع تولع |
|
الليالي بأحوالى لكنت المخلدا |
ولو لم أشب أو تنتقصني مدة |
|
لكنت على الأيام نسرا وفرقدا |
وان المشيب فدية من حفيرة |
|
أبيت بها صفرا من الناس مفردا |
أوسد بالصفاح لا من كرامة |
|
واني غنى وسطها ان اوسدا |
فلا تنفري يا نفس يوما من |
|
فما أنت إلا في طريق إلى الردى |
البيت الثاني لطيف المعنى ، لأن من لام وفند وعنف على شيب لا صنع للشائب