في نزوله ولا حيلة له في دفع حلوله يجب أن يستوقف عن لومة ان أنصف ، فان أبى الا الظلم فلا أقل من أن يقتصر على بعض اللوام ولا ينتهي إلى غايته ، لأن الشعر الذي عنف ببياضه انما أبيض بعضه ولم يسر ذلك الى كله ، فسبب اللوم إذا لم ينته إلى الغاية فاللوم لا يجب أن ينتهي إليها.
* * *
ولي وهي قطعة مفردة :
تضاحكت لما رأيت المشيب |
|
ولم أر في ذاك ما يضحك |
وما زال دفع مشيب العذار |
|
لا يستطاع ولا يملك |
وقال لي الدهر لما بقيت |
|
اما المشيب أو المهلك |
فقولي وأنت تعيبينني |
|
لأي طريقهما اسلك |
اللطف ما هون به نزول الشيب ، وأقواه شبهة انه فداء المنية وبدل من الهلكة وقد تقدم في شعري نظائر لذلك كثيرة من استقرأها وجدها.
* * *
ولي من جملة قطعة مفردة :
يا اسم ان صبابتي |
|
بك لو أويت لها طويله |
وأخذتني بذنوب شيب لم |
|
تكن لي فيه حيله |
نزلت شواتى خطة |
|
منه احاذرها نزيله |
وقضى الشباب وليته |
|
لما قضى لم يقض غيله |
كان الشباب وسيلتي |
|
فالان ما لي من وسيله |
* * *