فلمّا رفعت رأسي نظرت على بطنان العرش مكتوباً : «إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا ، محمّد حبيبي ، أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره» (١).
وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة للصدوق بإسناده إلى وهب بن منبّه ، رفعه عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله لعليّ : لمّا عرج بي ربيّ جلّ جلاله أتاني النداء : يا محمّد.
قلت : لبيّك ربَّ العظمة لبيّك ، فأوحى الله إليَّ : يا محمّد ، فيمَ اختصم الملأ الأعلى؟
فقلت : إلهي ، لا علم لي.
فقال : يا محمّد ، هلاّ اتَّخذت من الآدميّين وزيراً وأخاً ووصيّاً من بعدك؟
قلت : إلهي ، ومَن أتّخذ؟ تخيَّرْ أنت يا إلهي. فأوحى الله إليّ : يا محمّد ، قد اخترتُ لك من الآدميّين عليّ بن أبي طالب.
فقلت : إلهي ، ابن عمّي؟
فأوحى الله إليّ : يا محمّد ، إنّ عليّاً وارثك ووارث العلم من بعدك ، وصاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة ، وصاحب حوضك يسقي مَن ورد عليه من مؤمني أمّتك.
ثمّ أوحى الله إليّ : يا محمّد ، إنّي قد أقسمت على نفسي قسماً حقاً ، لا يشرب من ذلك الحوض مُبغض لك ولأهل بيتك وذر يّتك الطيّبين الطاهرين ، حقّاً أقول يا محمّد : لأُدخِلنّ جميع أمّتك الجنَّة إلّا مَن أبى من خلقي ، فقلت : إلهي ، هل واحد يأبى من دخول الجنَّة؟
فأوحى الله إلي : بلى.
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ٤ : ٣٧٣ ـ ٣٧٤ ، وفي تاريخ دمشق ٤٧ : ٣٤٤ بسنده عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لما عُرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله أيّدته بعليّ ونصرته بعليّ.