نزاع بلال مع عمر في شأن كيفية توزيع الأراضي المفتوحة وأمثالها ، حيث قام بلال إلى عمر فقال : لتقسمنّها أو لنتضاربَنّ عليها بالسيف (١).
ولما أبى عمر ذلك ، ودعا على بلال ومن معه بالهلاك (٢) ، سألَ بلال عمرَ البقاء في الشام واعتزال باقي الفتوحات ، ففعل ذلك عمر (٣) ، فبقي بلال في دمشق إلى أن مات بها.
وقد كان أبو بكر قد أغضب بلالاً في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأمر النبيّ أبا بكر أن يترضّاه ، قالوا :
مرّ أبو سفيان ببلال وسلمان وصهيب ، فقالوا : ما أخَذَت سيوفُ الله من عُنُق هذا بعدُ مأخذها ، فقال أبو بكر الصديق : أتقولون هذا لشيخ قريش وسيّدها؟!
فذهب أبو بكر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبره بذلك ، فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
__________________
ثالثها : ما ذكره البخاري في التاريخ الصغير والذهبي في سيرة ١ : ٣٥٧ والنص عن البخاري : «حدّثنا يحيى بن نشر ، حدّثنا قراد ، أخبرنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه». وهذا الإسناد فيه هشام بن سعد الذي ضعفه أحمد بن حنبل وابن سعد ويحيى بن معين والنسائي ، وقال أبو حاتم الرازي : لا يحتج به ، وقال ابن حبان : كان ممن يقلب الاسانيد وهو لا يفهم ، ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم ، وبطل الاحتجاج به.
رابعها : ما أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة عن أولاد سعد القرظ.
وفي هذا الإسناد أولاد سعد القرظ المجهولون كما مرّ عليك.
ولا يفوتنّك أنّ أولاد سعد القرظ أرادوا التغطية على نزاع بلال مع الخلفاء الذي أدّى إلى تركه الأذان ، حتّى جاءوا بسعد القرظ فجعلوه بديلاً عن بلال رحمه الله ، واستمرّ التأذين الرسمي في ذريّته كما عرفت.
(١) السنن الكبرى للبيهقي ٦ : ٣١٨.
(٢) الروض الأنف ٦ : ٥٨١ ، المبسوط للسرخسي ١٠ : ١٦.
(٣) اسد الغابة ٢ : ٧٩ ، تار يخ دمشق ١٦ : ٢١ ، الاصابة ٤ : ٧٢.