قال : المؤمنين ـ واحدة حتّى لقد هَمَمتُ أن أبثّ رجالاً في الدُّور ينادون الناس بحين الصلاة ، وحتّى هَمَمت أن آمر رجالاً يقومون على الآطام ينادون المسلمين بحين الصلاة حتّى نَقَسُوا أو كادوا [أن] ينقسوا.
قال : فجاء رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله! إنّي لمّا رجعتُ ـ لِما رأيتُ من اهتمامك ـ رأيتُ رجلاً كأنَّ عليه ثوبَين أخضرَين ، فقام على المسجد فأذَّن ثمّ قعد قعدة ، ثمّ قام فقال مثلها إلّاَ أنّه يقول : قد قامت الصلاة ، ولولا أن يقول الناس ـ قال ابن المثنّى : أن تقولوا ـ لقلتُ إنّي كنتُ يقظاناً غير نائم.
فقال رسول الله : لقد أراك الله عزّوجلّ خيراً ـ كما في رواية ابن المثنّى ، ولم تأتِ هذه العبارة في رواية عمرو ـ فَمُرْ بلالاً فليؤذِّن.
قال : فقال عمر : أما إنّي فقد رأيتُ مثل الذي رأى ، ولكنّي لمّا سُبِقتُ استَحيَيت (١).
* وأخرج مالك في الموطّأ : حدّثني يحيى ، عن مالك ، عن يحيى بن سعيد أنّه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أراد أن يتّخذ خشبتَين يضرب بهما ليجتمع الناس للصلاة ، فأُرِيَ عبدالله بن زيد الأنصاريّ ثمّ من بني الحارث بن الخزرج خشبتَينِ في النوم ، فقال : إنَّ هاتين لَنحو ما ير يد رسول الله ، فقيل : أفلا تُؤَذِّنون للصلاة؟ فأتى رسول الله ، حين استيقظ ، فذكر له ذلك ، فأمر رسولُ الله بالأذان (٢).
* وفي مصنّف عبدالرزّاق بإسناده عن إبراهيم بن محمّد ، عن أبي جابر البياضيّ ، عن سعيد ، عن عبدالله بن زيد ـ أخي بني الحارث بن الخزرج ـ أنّه : بينما هو نائم إذ رأى رجلاً معه خشبتان ، قال : فقلتُ له في المنام : إنَّ النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ير يد
__________________
(١) سنن أبي داود ١ : ١٣٩ كتاب الصلاة باب بدء الأذان ح ٥٠٦.
(٢) الموطّأ ١ : ٦٧ كتاب الصلاة ، باب «ما جاء في النداء للصلاة».