وفي جمادى الأولى أخذت الفرنج من دمياط برج السّلسلة ، فبعث الكامل يستصرخ بأبيه ، فدقّ أبوه ـ لمّا بلغه الخبر ـ بيده ، ومرض مرضة الموت.
قال أبو شامة (١) : وضرب شيخنا علم الدّين السّخاويّ بيد على يد ، ورأيته يعظّم أمر البرج ، وقال : هو قفل الدّيار المصريّة (٢). وقد رأيته (٣) وهو برج عال في وسط النّيل ، ودمياط بحذائه من شرقيّة ، والجيزة بحذائه على حافّة النّيل من غربيّه ، وفي ناحيتيه سلسلتان ، تمتدّ إحداهما على النّيل إلى دمياط ، والأخرى على النّيل إلى الجيزة ، تمنعان عبور المراكب من البحر المالح (٤).
[نصرة المعظّم على الفرنج]
وفي جمادى الآخرة التقى المعظّم والفرنج على القيمون (٥) ، فنصره الله ، وقتل منهم خلقا ، وأسر مائة فارس (٦).
[رسلية خوارزم شاه]
قال (٧) : وفيها وصل رسول خوارزم شاه علاء الدّين محمد بن تكش إلى العادل ، فبعث في جوابه الخطيب جمال الدّين محمد الدّولعيّ ، والنّجم خليل قاضي العسكر ، فوصلا إلى همذان ، فوجدا خوارزم شاه قد اندفع من بين يدي
__________________
(١) في ذيل الروضتين ١٠٩.
(٢) هكذا أجاب حينما سأله عز الدّين بن عبد السلام.
(٣) رآه أبو شامة سنة ٦٢٨.
(٤) انظر خبر (نزول الفرنج على دمياط) في : الكامل في التاريخ ١٢ / ٣٢٣ ، ومفرّج الكروب ٣ / ٢٥٨ ـ ٢٦١ ، والدرّ المطلوب ١٩٥ ، وذيل الروضتين ١٠٩ ، ومرآة الزمان ج ٨ ق ٢ / ٥٨٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١١٨ ، ونهاية الأرب ٢٣ / ٧٨ ـ ٨١ ، ودول الإسلام ٢ / ١١٧ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٣٤ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٧٨ ، ٧٩ ، والإعلام والتبيين ٤٨ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٤٤ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ١٨٨ ، ١٨٩ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٢٦٠ ، ٢٦١ ، وتاريخ الخلفاء ٤٥٦.
(٥) القيمون : حصن قرب الرملة بفلسطين.
(٦) الخبر في ذيل الروضتين ١٠٩.
(٧) القائل هو أبو شامة في ذيل الروضتين ١٠٩ ، ١١٠.