قال أبو شامة (١) : أنا رأيته بدمياط سنة ثمان وعشرين.
وبلغ الكامل والمعظّم فبكيا بكاء شديدا ، وقال الكامل للمعظّم : ما في مقامك فائدة ، فانزل إلى الشّام وشوّش خواطر الفرنج ، واجمع العساكر من الشّرق.
قال ابن واصل (٢) في أخذ دمياط : وحين جرى هذا الأمر الفظيع ، ابتنى الملك الكامل مدينة ، وسمّاها المنصورة عند مفرق البحرين الآخذ أحدهما إلى دمياط ، والآخر إلى أشمون ، ومصبّه في بحيرة تنّيس ، ثمّ نزلها بجيشه ، وبنى عليها سورا.
وذكر ابن واصل : أنّ تملّك الفرنج دمياط كان في عاشر رمضان.
قال أبو المظفّر (٣) : فكتب إليّ المعظّم وأنا بدمشق بتحريض النّاس على الجهاد ويقول : إنّي كشفت ضياع الشّام فوجدتها ألفي قرية ، منها ألف وستّمائة قرية أملاك لأهلها ، وأربعمائة سلطانيّة ، وكم مقدار ما يقيم هذه الأربعمائة من العساكر؟ فأريد أن تخرج الدّماشقة ليذبّوا عن أملاكهم. فقرأت عليهم كتابه في الميعاد ، فتقاعدوا ، فكان تقاعدهم سببا لأخذ الخمس والثّمن من أموالهم.
وكتب إليّ : إذا لم يخرجوا فسر أنت إليّ. فخرجت إلى السّاحل ، وقد نزل على قيساريّة ، فأقمنا حتّى افتتحها عنوة ، ثمّ نزل على حصن البقر فافتتحه وهدمه ، وقدم دمشق (٤).
__________________
(١) في الذيل ١١٧.
(٢) في مفرّج الكروب ٤ / ٣٣.
(٣) في المرآة ٨ / ٦٠٤.
(٤) انظر عن (أخذ دمياط) أيضا في : تاريخ الزمان ٢٥٣ ، وزبدة الحلب ٣ / ١٨٨ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ١٢٢ ، والدرّ المطلوب ٢٠٣ ، وتاريخ المسلمين لابن العميد ١٣٣ ، ودول الإسلام ٢ / ١١٩ ، والعبر ٥ / ٥٩ ، ومرآة الجنان ٤ / ٣١ ، ٣٢ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ١٣٧ ، والبداية والنهاية ١٣ / ٨٣ ، ٨٤ ، والإعلام والتبيين ٥٣ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٤٤ ، ٣٤٥ ، والسلوك ج ١ ق ١ / ٢٠١ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٢٣٨ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، وشذرات الذهب ٥ / ٦٦ ، وتاريخ الخلفاء ٤٥٦.