الفصل الخامس
في
تقرير الجواب عن هذه الشبهات
الشبهة الأولى : وهي قولهم : «لو كان الإمكان محوجا إلى المؤثر ، لكان الباقي في حال بقائه محتاجا ، إلى المؤثر».
نقول في الجواب عنها : لا نزاع في المقدمة الأولى : لكن لم قلتم : إن الباقي غير مفتقر إلى المؤثر؟ قوله : «لأنه يلزم منه تحصيل الحاصل وهو محال» قلنا : إن عنيتم بهذا الكلام (أنه يلزم أن يحصل للحاصل حصول آخر ، فهذا غير لازم ، لأن على هذا التقدير يكون هذا الحصول الثاني حصولا جديدا ، فيكون تأثير المؤثر في الحادث لا في الثاني ، وكلا منا فيما إذا كان المؤثر في نفس الثاني ، وإن عنيتم بهذا الكلام) (١) أن يكون عين (٢) ذلك الحصول واقعا بتأثير ذلك المؤثر ، وتكوينه من غير توهم أن يحصل لذلك الحاصل حصول ثان ، فهذا حق ، وصدق عندنا ، فلم قلتم : إن الأمر ليس كذلك؟
والجواب عن الشبهة الثانية : وهي قولهم (٣) : «تأثير المؤثر ، إما أن يكون حال وجود الأثر أو حال عدمه» قلنا : بل حال وجوده. قوله : «فيلزم إيجاد الموجود ، وهو محال» قلنا : إن عنيت بإيجاز الموجود جعله موجودا من
__________________
(١) من (ز).
(٢) غير (س).
(٣) قوله (س).