الفصل الثالث عشر
في
حكاية شبهات من يقدح في إثبات
واجب الوجود لذاته
الشبهة الأولى : لو حصل في الوجود موجود واجب الوجود لذاته ، لكان ذاتا قائما بالنفس ، وكل ذات فإنه يساوي سائر الذوات في كونه ذاتا ، وكل ما كان كذلك فهو ممكن الوجود لذاته ، فواجب الوجود لذاته ممكن الوجود لذاته. هذا خلف فيفتقر إلى تقرير هذه المقدمات : ـ
أما المقدمة الأولى : فهي أنه لو وجد موجود واجب الوجود لذاته ، لكان ذاتا ، والدليل عليه : أنه لو وجد واجب لذاته ، لكان موجودا مستقلا بنفسه قائما بذاته ، ولا معنى للذات إلا ذاك.
وأما المقدمة الثانية : فهي قولنا : كل ذات فإنها تساوي سائر الذوات ، في كونها ذوات ، والدليل عليه وجهان :
الأول : إن الذات يمكن تقسيمها إلى الواجب ، وإلى الممكن ، والمقارن (١) فمورد التقسيم مشترك بين الأقسام.
والثاني : إنا إذا اعتقدنا ذاتا ، وشككنا بعد ذلك في أن تلك الذات واجبة ، أو ممكنة ، وجسمانية أو مفارقة. فإن شكنا في هذه الأمور ، لا يزيل
__________________
(١) والمقارن (ز).