الفصل السابع عشر
في
تعديد الدلائل المستنبطة من إمكان الصفات
اعلم أن العلماء تارة استعملوا هذه المقدمة في الأجرام الفلكية (والكوكبية ، وأخرى في الأجرام العنصرية.
أما القسم الأول : وهو استعمال هذه المقدمة في الأجرام الفلكية) (١) : فتقريره من وجوه :
الأول : إن كل فلك اختص بعدد معين ، وثخن معين ، مع جواز أن يكون الحاصل. إما أن يكون أزيد منه ، أو أنقص منه. مثاله : زعموا : أن ثخن فلك المريخ أعظم من قطر فلك الشمس بالكلية ، وأما ثخن الفلك الأعظم ، فغير معلوم.
الثاني : إن كل فلك فإنه مركب من الأجزاء ، بناء على المقدمة التي قررناها في مسألة الجوهر ، وهو أن كل ما يقبل القسمة الوهمية يجب أن تكون الأجزاء حاصلة فيه ، قبل حصول ذلك الوهم. وإذا ثبت هذا فنقول : الجزء الداخل كان يمكن وقوعه خارجا ، وبالعكس ، فوقوع كل واحد منهما في حيزه الخاص ، أمر جائز.
الثالث : إن الحركة والسكون يجوز كل واحد منهما على كل واحد من
__________________
(١) من (ز).