الفصل الثاني
في
حكاية كلمات منقولة عن أكابر الناس في هذا الباب.
فالأول : روى أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعمران بن الحصين : «كم لك من إله»؟ قال : عشرة. قال : «فمن لنعمك وكرمك والأمر العظيم الذي ينزل بك»؟ قال : الله [تعالى] (١) فقال عليهالسلام : «فما لك من إله إلا الله».
الثاني : روى أن بعض الزنادقة أنكر الصانع عند جعفر بن محمد الصادق. فقال جعفر : ما حرفتك؟ فقال التجارة. فقال : هل ركبت البحر؟ قال : نعم. قال هل رأيت أهواله؟ قال : نعم. هاجت في بعض الأيام رياح هائلة ، فكسّرت السفن ، وغرّقت الملاحين ، فتعلقت أنا ببعض ألواح السفينة ، ثم ذهب ذلك اللوح عني ، فوجدت نفسي في تلاطم الأمواج ، حتى اندفعت إلى الساحل. فقال جعفر : مذ كان اعتمادك من قبل على السفينة والملاح ، وعلى اللوح ، فلما ذهبت هذه الأشياء عنك ، هل أسلمت [نفسك] (٢) للهلاك أم كنت ترجو النجاة؟ قال : بل كنت أرجو النجاة. قال : ممن ترجوها؟ فسكت الرجل. فقال جعفر : إن إلهك هو الذي [كنت] (٣) ترجوه في ذلك الوقت ، ونجاك من الغرق ، وأوصلك إلى السلامة.
__________________
(١) من (ز).
(٢) من (س).
(٣) من (س).