موضوع الكتاب
وموضوع «المطالب العالية» هو الكلام في ذات الله تعالى وصفاته. ففي مقدمة الكتاب في الفصل الأول يقول المؤلف : «الوجه الأول من الوجوه الموجبة للشرف : شرف الأمر المبحوث عنه في ذلك العلم. وذلك في هذا العلم. هو ذات الله تعالى وصفاته».
وعلماء المسلمين يسمون العلم الذي يبحث عن «الله. وصفاته» : ١ ـ علم العقيدة. ٢ ـ أو علم التوحيد. ٣ ـ أو علم الكلام. وهو يسمى بعلم العقيدة. لأن البحث فيه عن وجود الله. ومن اعتقد في وجود الله ، يلزمه القول بإثبات النبوات ، والملائكة ، والبعث من الأموات ، وسائر الأمور السمعية التي ورد بها الوحي. وهو يسمى بعلم التوحيد. لأن أبرز مسألة تبحث فيه. هي دلائل وحدانية الله عزوجل. وهو يسمى بعلم الكلام. لأن أشهر مسألة كثر فيها الجدل بين المسلمين ، هي مسألة «كلام الله تعالى» فالمعتزلة قالوا : إن الكلام مخلوق محدّث. لقوله تعالى : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ، إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) [الأنبياء ٢] والأشاعرة قالوا : «الذكر الذي عناه الله ـ عزوجل ـ ليس هو القرآن. بل هو كلام الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ووعظه إياهم» (١).
__________________
(١) الإبانة في أصول الديانة. لأبي الحسن الأشعري.