ومن علماء المسلمين من سمى العلم الذي يبحث عن الله وصفاته بالفلسفة الإسلامية. والسبب في ذلك : أن الفلسفة في أصل نشأتها كان غرضها : «تفسير نظام الكون ، بأسره. والبحث عن العلل الأولى ، لجميع الموجودات» وهذا الغرض تكلم فيه المسلمون.
يقول (١) الأستاذ الدكتور حسين آتاي ، عميد كلية الإلهيات بجامعة أنقره :
«ومن خلال اطلاعنا على ما كتب عن هذا العالم الكبير ـ فخر الدين الرازي ـ وعلى ضوء ما توصلنا إليه من نتائج ، نستطيع أن نقول : إن «الرازي» قد لعب دورا كبيرا في علم الكلام ، والفلسفة الإسلامية. ويمكن إيجاز ذلك في نقطتين :
الأولى : إنه استوعب فلسفة «أرسطو» التقليدية ، ثم كان أول من أدخل هذه الفلسفة في علم الكلام. ونتيجة لما قام به «الرازي» أصبح علم الكلام : فلسفة ، ويمكن أن نقول بعبارة أخرى : إنه جعل تلك الفلسفة : كلاما. وهكذا امتزج علم الكلام بالفلسفة ...
والثانية : وإذا كان «الرازي» قد أدخل الفلسفة في علم الكلام. فإنه على ضوء فلسفة «أرسطو» التقليدية ، قد اعطى اتجاها جديدا لعلم الكلام. فأثر بذلك على الفكر الإسلامي. وقد ظهر تأثير «الرازي» جليا في غيره من خلال بقاء العديد من العلماء والمفكرين ؛ أسرى اتجاهه ، ومنهجه بعد ذلك.
ويبدو واضحا لمن يقارن «المحصل» مع متن «طوالع الأنوار» للقاضي «عبد الله بن عمر البيضاوي» المتوفى سنة ٦٨٥ ه : أن أول من اقتفى أثر «المحصل» هو «القاضي البيضاوي» في متنه المذكور. وهو لم يكتف بالسير على نهج «المحصل» فحسب ، بل اقتبس منه العبارات والتعاريف والتعابير والاصطلاحات. ومع ذلك لم يشر ـ لا من قريب ولا من بعيد ـ للرازي. ولكن
__________________
(١) تقديم الدكتور حسين آتاي لكتاب «محصل أفكار المتقدمين» للرازي.