الفصل الأول
في
تحقيق الكلام في حقيقة العلم والإدراك
اعلم. أنا قد استقصينا الكلام (١) في هذا الباب ، في أول علم المنطق من هذا الكتاب (٢) ، ولا بأس بأن نعيد بعض تلك الوجوه مع فوائد أخرى لزيادة البيان. فنقول : لا شك أنا نعلم بالضرورة : (أنا نعلم شيئا من الأشياء ، ونعلم أيضا بالضرورة) (٣) : أن العلم إما تصور وإما تصديق ، وهذا القدر معلوم لا نزاع فيه بين العقلاء.
ثم اختلفوا بعد ذلك. وطريق ضبط الأقوال في هذا الباب أن نقول : العلم إما أن يكون مفهوما إيجابيا ، أو سلبيا ، فإن كان مفهوما إيجابيا ، فإما أن يكون مجرد نسبة وإضافة (وإما أن يكون صفة حقيقية) (٤) ، وإما أن يكون مجموع صفة حقيقية مع نسبة مخصوصة [أو صفة حقيقية مخصوصة من باب السلوب (٥)] فهذه أقسام أربعة لا مزيد عليها.
أما القسم الأول : وهو أن يكون العلم والإدراك عبارة عن مجرد (٦) نسبة
__________________
(١) استقصينا في هذا الباب (م).
(٢) يقصد مقدمة المؤلف لكتاب المطالب العالية.
(٣) من (م ، س).
(٤) من (س).
(٥) هذا هو القسم الرابع.
(٦) مجرد (م).